samedi 16 avril 2016

لقد تجددت أدوار المرأة عبر العصور لتصبح سنيدة الرجل في تحمل مسؤوليات الحياة العصرية و ضغوطاتها المتزايدة فبنضالها حطمت المرأة العاملة النظرة الدونية و الصورة القديمة لها ككائن ضعيف مسلوب الإرادة فقد حققت العديد من المكاسب و لا زالت مما بوئها مكانة مرموقة في المجتمع.  



  
تسعى المرأة العاملة لإثبات وجودها في جميع الميادين و الأصعدة من خلال ما تقدمه لبلدها من مجهودات لذلك فهي تضطلع بدور ريادي و تمثل ركيزة أساسية في المجتمع فلقد اكتسحت العديد من الوظائف التي كانت فيما مضى حكرا على الرجل كقيادة الجيش, تقلد مناصب وزارية, عاملة بناء, سائقة حافلات مما  يعكس قوة شخصيتها كما يمثلن شريكا فاعلا في المجتمع فالمرأة تحتل 45 % من الإطار الطبي و  72 %من الصيادلة حيث تسهر الممرضات على راحة المرضى و تسكين أوجاعهم.
 كما تحتل 40 %من سلك التعليم العالي فهي تساهم في تربية الأجيال و تهذيب سلوكهم كما نجدها في سلك المحاماة تدافع عن حقوق المظلومين وفي ميدان الصحافة أيضا كمذيعة أو مراسلة أخبار كما تحتل 37% من اليد العاملة في القطاع ألفلاحي و 44% من اليد العاملة في قطاع الخدمات كما إن للمرأة دورا في إحداث       المؤسسات في تونس و الدليل على ذلك ارتفاع عدد النساء الأتي يشغلن منصب رئيسات المؤسسات الى 18000 امرأة كل هذه الاحصائيات رأى فيها العديد من خبراء الاقتصاد دليلا على تنامي دور المرأة الكادحة في الاقتصاد.

لغة الارقام ثبت جليّا أن المرأة في تونس تساهم اكثر من الرجل في تأمين الغذاء وفي الناتج القومي الخام وعليها 
ترتكز قطاعات عديدة  الا أنها تبقى مهضومة الجانب من الناحية الاجتماعية فزيادة على النظرة الدونية للمجتمع تتعرّض المرأة في تونس يوميا الى العديد من المظالم والقهر الجسدي والنفسي.
ورغم غياب احصائيات رسمية عن الاغتصاب والتحرّش الجنسي في الشارع وفي أماكن العمل فعشرات النساء يتعرّضن يوميا الى اعتداءات خطيرة مصدرها رؤسائهن في العمل وحتى زملائهن من نفس الرتبة الوظيفيةوفي 
.وسائل النقل وفي الشارع، وتفضّل الضحايا الصمت في غالب الاحيان خوفا من ردّة فعل المجتمع



وتقول سميرة في هذا الغرض( سكرتيرة لدى مدير عام بشركة عمومية) : بدأت المعاناة منذ حوالي خمس
سنوات، صمدت خلالها كثيرا أمام إغراءات ومطالب رئيسي في العمل قبل أن يتحول التحرش الجنسي إلى
بعد أن رفضت الاستجابة لطلباته ، فقد أصبح يتدخل في كل مرة من أجل حرماني من كل امتياز أو ترقية ، وأخذ بالضغط علي من أجل دفعي لمغادرة العمل ،بعد أن يئس من النيل مني.
تقول  ريم: إنه كان يلمس شعرها ،ويجبرها على حضور اجتماعات غير ضرورية ،ويكتب إليها رسائل جنسية فاضحة. ورغم أنه لم يلمس جسدها قط، إلا أنها تقول إنها كانت تشعر بالترهيب النفسي. وتقول: " لقد كنت عرضة لقدر لا يُصدق من التوتر. وكنت أقفز خوفا كلما رنّ جرس الهاتف لأنه خلق لديّ إحساسا بالاضطهاد
 كان يأتي إلى مكتبي، وكنت أختفي في دورة المياه، وكان ينتظرني طويلا.


إن معاناة المرأة متواصلة و لن تمحى هذه المعانة إلا بالقضاء على مختلف أشكال الاضطهاد الطبقي و الجنسي لكن هذا لن يمنع المرأة الكادحة من المضي قدما في سبيل النهوض بالمجتمع.